mardi 24 mars 2020

درس اليوم الثلاثاء 24 مارس 2020 مكوّنات العمل المسرحيّ في "مغامرة رأس المملوك جابر"

مكوّنات العمل المسرحيّ
في "مغامرة رأس المملوك جابر"
·        الأفكار التّأسيسيّة:
1.        سعد الله ونّوس كاتب وممثّل ومخرج مسرحيّ عربيّ سوريّ، له تجربة مسرحيّة عميقة، إذْ تنوّعت أعماله، وتنوّعت اتّجاهاتها، ومجالاتها ومصادرها.
2.        سعد الله ونّوس مبدع حركيّ يرفض الجمود في تجربة مسرحيّة واحدة، وهو ناقد جريء للحركة المسرحيّة العربيّة في القرن العشرين، ويتأكّد ذلك من خلال تنوّع تجاربه المسرحيّة.
3.        سعد الله ونوّس فنّان مبدع يحمل هموم الفنّ المسرحيّ العربيّ كتابة وعرضًا، ومفكّر  جادّ يحمل هموم المواطن العربيّ، لذلك فقد عبّر عنه التزامه بالتّعبير عن جميع القضايا التي تشغله.
4.      سعد الله ونّوس صاحب مشروع مسرحيّ حداثيّ:
أ‌.           طريف في شكله، يريد من خلال تجاوز الأشكال المسرحيّة العربيّة التّقليديّة الرّائجة في البلاد العربيّة، والتي يصفها بالمهترئة التي لم تعدْ قادرة على شدّ الجمهور، وإثارة اهتمامه، بل عملت على تنفيره من المسرح، وجعلت المسرح فنًّا غريبًا عن الجمهور العربيّ، وساهمت في تعطيل تقدّمه الفنّيّ، عدا المسرح الكوميديّ الذي يحقّق المتعة العاطفيّة الآنيّة، أو المسرح التّجريبيّ النّخبويّ التي لا يفهمه إلاّ ذوي الاختصاص المسرحيّ البحت.
ب‌.       جريء في مضمونه، يتجاوز المضامين التّقليديّة التي لم تحقّق التّوعية والتّثقيف، ولم تساهم في إكساب الجمهور العربيّ الوعي النّقديّ، مثل المسرح التّاريخيّ التي ظلّ يجترّ الأحداث التّاريخيّة بنبرة تمجيديّة تعطّل النّظرة النّقديّة الموضوعيّة، والمسرح التّراجيديّ الذي لا ينبّه إلى حقيقة الصّراع القائم في الواقع العربيّ، والمسرح الكوميديّ الذي يهمّش القضايا، ويتناولها في شكل ساخر بسيط.
ت‌.       نقديّ تغييريّ في هدفه، من خلال طرح القضايا الحقيقيّة التي تهمّ المواطن العربيّ، ويكسبه العقل النّقديّ الذي به يفهم واقعه، ويدرك مواطن ضعفه، ويكتشف العناصر التي تساهم في وضعيّته الحضاريّة المتردّية، ويسعى إلى إنجاز المهامّ التّغيريّة المتعطّلة منذ عقود عديدة.
5.      سعد الله ونّوس صاحب مشروع فكريّ يستمدّ مشروعيّته من مشروع النّهضة العربيّة المنشودة والمتعطّلة، ومن أهداف الشّعوب العربيّة التّوّاقة إلى التّحرّر من كلّ أشكال الاستبداد، وأوّلها الاستبداد السّياسيّ.
6.        قيام مشروع سعد الله ونّوس المسرحيّ على تحرير المسرح من الأشكال المسرحيّة البالية التي لم تعد تشدّ المتفرّج إلى المسرح، ولم تحقّق الإمتاع، وتحريره من المضامين الزّائفة التي تخدّر المتفرّج، ولا تساهم في توعيته سياسيًّا، أو تبعده عن متابعة شأنه الواقعيّ، وتحرير الإنسان العربيّ من الاستلاب الفكريّ، والسّلبيّة التي يواجه به واقعه.
·        التّمشّي المنهجيّ لفهم المسألة المدروسة
1.      إدراك الخصائص الفنيّة المسرحيّة التي بنى عليها ونّوس مسرحيّته "مغامرة رأس المملوك جابر"، والتي تمثّل أنموذجًا لمشروعه المسرحيّ الذي أراد به أنْ يشق طريقًا جديدة مغايرة للخصائص المسرحيّة المعتمدة في الحركة المسرحيّة العربيّة في عصره، وأنْ يؤسّس مسرحًا بديلاً، يجمع بين الخصائص التّقليديّة الأساسيّة وهي الخطاب المسرحيّ (الإشارات الرّكحيّة والحوار المسرحيّ)، والشّخصيّات، والعناصر التّراثيّة العربيّة القديمة، وعناصر التّغريب البريشتيّة.
2.   إدراك المضامين المسرحيّة التي طرحها ونّوس في مسرحيّته، والأوضاع التي شخّصها، والقضايا التي طرحها، والمرجعيّات الماضية والحاضرة التي استند إليها، أيْ الواقع الذي شخّصه بكلّ تشابكاته، وتفريعاته السّياسيّة، والاجتماعيّة، والاقتصاديّة، والعسكريّة، والفكريّة، والدّينيّة، والقيميّة، وهو ما يجعل المتقبّل عاجزًا عن تصنيف مسرحيّة ونّوس في مجال معيّن، فهي بالتّالي مسرحيّة جامعة متكاملة.
3.   إدراك الأهداف التي أراد ونّوس تحقيقها في العمل المسرحيّ، وتبليغها إلى الجمهور المتلقّي، وهي أساسًا بثّ الوعي التّسيسيّ، ليصبح المواطن العربيّ مواطنًا متسيّسًا، يساهم في السّياسة فهمًا، نقدًا، وفعلاً، وكأنّ ونّوس يرى أنّ المشكل الرّئيس في الواقع العربيّ هو المشكل السّياسيّ، فالسّياسة أساس الدّاء، وبالسّياسة يكون الإصلاح، وهي الدّواء المناسب لكلّ قضايانا العربيّة، دون أنْ ننسى أنّ هذا الهدف المضمونيّ لا يتحقّق بالنّسبة إلى ونّوس إلاّ في شكل مسرحيّ بديل.
العناصر
التّحليل والتّأويل
1/ ماذا نكتب؟
u تصوير الواقع في الماضي:
1/ السّياسيّ: أزمة سياسيّة اندلعت بسبب صراع سياسيّ غريب بين الخليفة العبّاسيّ ووزيره، أدّت إلى انقسام اجتماعيّ، واقتصاديّ، وعسكريّ بين حلف مؤيّد للخليفة، وحلف مؤيّد لوزير + استغلال الحاشية السّياسيّة هذا الصّراع، وتذكيته لتحقيق مصالحها الخاصّة + فضح ممارسات الأطراف السّياسيّة، والأطراف المتحالفة معها ضدّ البلاد والعباد + استخفاف الطّبقة السّياسيّة بالرّعيّة، وعدم الاكتراث بقيمتها، ودورها، وواقعها، ومعاناتها + استغلال الرّعيّة في الصّراع السّياسيّ خدمة للأطراف السّياسيّة.
2/ الاجتماعيّ: اندلاع أزمة اجتماعيّة تمظهرت في انتشار الفقر، وتناقص موارد العيش (مشهد انتظار الخبز أمام الفرن) + ترهيب السّكّان من خلال ممارسات العساكر القمعيّة + استفحال المعاناة الشّعبيّة بإثقال كاهل الرّعيّة بالضّرائب المجحفة + موقف الرّعيّة السّلبيّ من الأزمة السّياسيّة، معتقدين أنّها خاصّة بطرفي الصّراع + الاعتقاد الزّائف بكون السّلامة والأمن في تجنّب الخوض في السّياسة، أو التّدخّل فيها + انتظار الحلول الغيبيّة بتصالح طرفي الصّراع (وهو أمر منافٍ للواقع)، أو قضاء أحد الطّرفين على الآخر.
3/ الاقتصاديّ: تعطّل الاقتصاد + ارتفاع الأسعار + تدخّل التّجّار في الصّراع السّياسيّ تأييدًا للخليفة والوزير، عوض المساهمة في إيجاد الحلّ السّلميّ + مساهمة التّجّار في معاناة الرّعيّة من خلال رفع الأسعار.
4/ العسكريّ: انتشار العساكر في أرجاء بغداد + انقسام عسكريّ بين حلفي الخليفة والوزير.
5/ الدّينيّ: سلبيّة رجال الدّين (إمام الجامع) أمام الأزمة السّياسيّة، من خلال عدم تقديم المبادرات، أو من خلال اعتماد لغة خطابيّة تعبّر عن موقف غامض لا ينفع الرّعيّة، وتبرز حياديّته السّلبيّة (عبّر  عن ذلك الوزير في حواره مع مساعده عبد اللّطيف).
6/ الثّقافيّ: الغياب الفعليّ لأصحاب الفكر والأدب، القادرين على التّأثير في المشهد العامّ، وبثّ الوعي بخطورة الأزمة، وخلق رأي عامّ واعٍ يساهم في مواجهتها + عجز المثقّف المعزول عن الإقناع برأيه.
7/ القيميّ الأخلاقيّ: انعدام التّراحم والتّكافل والإحساس بضعف الرّعيّة، فالسّاسة فرضوا الضّرائب، والتّجّار رفعوا الأسعار، والعساكر أرهبوا النّاس، والرّعيّة كلّ يفكّر برغيف خبزه + عدم احترام المثقّف الواعي (تهميش الرّموز) + انتشار الانتهازيّة والوصوليّة والخيانة، وتضخّم الرّغبات المادّيّة من خلال شخصيّة جابر، وقبول المتاجرة بالشّرف للحصول على الغذاء (الجسد مقابل الغذاء).
^ 1/ يُشخّص سعد الله ونّوس الواقع التّاريخيّ عبر القراءة العلميّة الدّقيقة والعميقة والشّاملة، وينبّه إلى الأطراف التي خلقت الأزمة، والأطراف التي ساهمت في تعميقها، والأطراف التي حاولت استغلالها لتحقيق مصالحها، والأطراف التي تعاملت معها بشكل سلبيّ، ويدعو إلى إدانتها جميعًا دون استثناء، بما في ذلك الرّعيّة التي تتحمّل قسطًا من المسؤوليّة لسلبيّة تعاملها مع الأزمة.
2/ يقدّم ونّوس موقفًا عقلانيًّا من الماضي، ليطرح رؤية فكريّة نقديّة احتجاجيّة، تؤسّس فكرًا ثوريًّا تقدّميًّا.
v تصوير الواقع في الحاضر:
1/ الاجتماعيّ: الظّروف المعيشيّة الصّعبة (عبّر عن ذلك الحوار بين الزّبونين 2 و3).
2/ النّفسيّ: التّبرّم من الواقع المعيش، والبحث عن التّسلية والسّلوى في المقهى (القهوة والشّاي والنّرجيلة وحكايات الحكواتيّ).
3/ الفكريّ: السّطحيّة الفكريّة، من خلال عدم إدراك المغزى من قصّة جابر، والإصرار على سماع قصّة الظّاهر بيبرس.
4/ القيميّ: عدم إدراك كارثيّة الانتهازيّة وخيانة الوطن والتّفريط بالشّرف، من خلال الإعجاب بشخصيّة جابر، والتّعاطف معه في موته، وعدم التّأثّر باحتلال بغداد، أو دعوة زوج زوجته للمتاجرة بجسدها.
^ يجمع ونّوس بين الواقعين، ويبيّن أوجه التّشابه بينهما، من أجل توعية المواطن (الذي يمثّله المتفرّج) بسلبيّة الواقع، ودعوته إلى وجوب اكتساب الوعي الفكريّ، والحسّ النّقديّ، للتّدخّل في حركة التّاريخ، وتغيير مسارها، وتأسيس واقع بديل أفضل.
2/ كيف نكتب؟
u الخصائص المسرحيّة الأساسيّة
أ ـ الإشارات الرّكحيّة: كثيرة الحضور + كثيفة المجال النّصّيّ + كشفت بعض ملابسات النّص المسرحيّ، وخاصّة ما يتعلّق بالشّخصيّات وتشعّبات الأزمة، وقدّمت الرّؤية الفنيّة المسرحيّة عند ونّوس.
ب ـ  الحوار المسرحيّ : متعدّد الأطراف + جمع بين الماضي والحاضر + كشف التّوتّر والصّراع وتشعّبات الأزمة والصّراع + كشف مستوى الوعي المتدنّي عند أهل بغداد في الماضي والحاضر + كشف القيم المتدنّية عند جابر + احتوى بعض عناصر التّغريب (تحاور شخصيّات الماضي وشخصيّات الحاضر) + كشف غربة الرّجل الرّابع عن مجتمعه، وعزلة أفكاره وتحاليله + كشف التّلقّي السّلبيّ لجمهور الزّبائن للعرض المسرحيّ المتعلّق بالماضي + كشف تناقض الوعي بين الزّبون 4 وبقيّة الزّبائن.
ج ـ الشّخصيّات: شخصيّات ماضية وحاضرة متشابهة الوعي والتّفكير والسّلوك.
ـ شخصيّات الماضي: تفجّر أزمة (الخليفة والوزير) + تساهم في إشعال فتيل الأزمة (جابر والتّجّار والعسكريّون) + تحاول استغلال الأزمة لتحقيق المصلحة الشّخصيّة + تمارس العنف على بعضها بعضًا (الخليفة والوزير + العساكر والرّعيّة + العجم والعرب) + تتحمّل أوزار الأزمة (الرّعيّة) + لا تدرك أسبابها ومخاطرها (الرّعيّة) + تدرك الأزمة وتعجز عن الإقناع بها وإيجاد الحلول لمواجهتها (الرّجل الرّابع) ! شخصيّات سلبيّة في غالبها، عبثت بالبلاد، وأهدتها إلى الأعداء.
ـ شخصيّات الحاضر: تعيش الواقع الاجتماعيّ الرّديء + تبحث عن التّسلية + لا تفهم ما تسمع وتشاهد، ولا تدرك العبرة (إلاّ الزّبون الرّابع الذي يبدو غريبًا عن المشهد العامّ).
! شخصيّات تعيش مأساة حقيقيّة، بعضها يعي ذلك، وبعضها يعتقد أنّه قادر على تحقيق السّعادة.
v العناصر التّراثيّة العربيّة القديمة
ـ توظيف شخصيّة الحكواتي الحكائيّة في العمل المسرحيّ التّمثيليّ ـ المكان والزّمان ـ الفضاء الشّعبيّ (المقهى ومستوى الوعي) ـ اللّغة العربيّة الفصيحة ـ القصّة التّاريخيّة ـ النّظام السّياسيّ (الخلافة) ـ الشّخصيّات بأسمائها وملامحها المعنويّة والماديّة (النّشوق مثلاً).
w عناصر التّغريب:
ـ خلق مسرح داخل مسرح، والمزج بين الرّكح والصّالة + المزج بين السّرد القصصي (الحكواتيّ) والخطاب المسرحيّ (الإشارات الرّكحيّة والحوار) + إلغاء السّتارة (إسقاط الجدار الرّابع) والكواليس، وتحذف الفصول والمشاهد + الممثّل يضع الدّيكور بنفسه (يدخل ممثّل حاملاً الدّيكور) + الممثّل يخاطب الجمهور مباشرةً + الجمهور يخاطب الممثّل (إنّه يحرّضكم على الفتنة) + بساطة الدّيكور، وإمكان تعويضه ببعض اللّوحات + أداء الممثّل أكثر من دور (ممثّل يجسّد أدوار الخليفة والوزير وملك العجم) + تجسيد مشهد قطع رأس جابر إيمائيًّا، أيْ تجسيد مشاهد العنف والقوّة عكس المسرح التّقليديّ ـ كسر الإيهام (السّيّاف يُقدّم رأس جابر للحكواتيّ، والحكواتيّ يقدّمه بدوره لزمرّد، وأهل بغداد في الماضي يخاطبون الزّبائن (أهل بغداد) في الحاضر) + النّهاية غير المتوقّعة خالفت المغزى التّقليديّ، بجعل المأساة حتميّة تاريخيّة، لا حتميّة قدريّة ميتافيزيقيّة + التّعويل على الارتجال + المراوحة بين المحكي (كلام الحكواتيّ) والمرئيّ (ما يشاهد) والمسموع (الأغاني وأصوات فزع الرّجال والنّساء، وصليل السّيوف وصهيل الخيول أثناء غزو بغداد).
3/ لماذا نكتب؟
I.        الأهداف الفنيّة
1/ تخليص المسرح العربيّ من الحالة الفنيّة الرّاهنة التي أصابته بالرّكود والجمود، ودفعت الجمهور إلى هجر المسارح، والتّخلّي عن متابعة العروض المسرحيّة.
2/ خلق الحركيّة الإبداعيّة في المسرح العربيّ لتطويره، وتقديم تجارب مسرحيّة مغايرة، لإعادة الجمهور إليه، من خلال الانفتاح على بعض التّجارب العالميّة (المسرح الملحميّ الواقعيّ ـ المسرح التّغريبيّ البريشتيّ)، واستلهام بعض الخصائص التّراثيّة العربيّة القديمة، وتضمينها في العمل المسرحيّ، ودمجها في بعضها بعضًا بوعي فنّي راقٍ.
3/ إعادة المسرح إلى الجمهور، وإعادة الجمهور إلى المسرح، هذا الأمر لا يتحقّق إلاّ حين يجد الجمهور مسرحًا مبهرًا بشكله ومضمونه.
II.      الأهداف المضمونيّة (الفكريّة النّقديّة ـ التّسييس)
1/ خلق جمهور عربيّ جديد يتابع المسرح لفهم واقعه، وفهم ماضيه، وفهم حاضره من خلال فهم ماضيه، بممارسة الوعي النّقديّ، وتيقّظ العقل.
2/ إعادة قراءة التّاريخ العربيّ قراءة موضوعيّة سليمة، بعيدًا عن النّبرة التّمجيديّة التّقليديّة الزّائفة، ودون خجل من الاعتراف بأخطاء الماضي.
إعادة الاعتبار إلى الإنسان باعتباره محرّك التّاريخ، والمستهدف الأوّل من الحياة، وذلك باحترامه، والكفّ عن استغلاله، وممارسة الاستبداد عليه، واستغفاله بممارسات السّياسة، وتمكينه من كامل حقوقه ! يمكن بيان ذلك من خلال عدم اكتراث الوزير والخليفة بالنّتائج السّلبيّة التي ستقع على المواطنين نتيجة صراعهم السّياسيّ، وتهديد أمنهم، وممارسة التّرهيب العسكريّ عليهم، وإجبارهم على دفع الضّرائب لتمويل صراع لا علاقة لهم به.
3/ الاستفادة من الأخطاء الكارثيّة التي ارتكبها العرب في الماضي البعيد، وأخذ الدّروس والعبر  منها، لفهم الحاضر، وعدم تكرارها، أو الكفّ عن تكرارها  ! الصّراعات السّياسيّة المدمّرة بين العرب والمسلمين المرتكبة في الماضي، يُعاد ارتكابها في الحاضر.
4/ توجيه النّقود إلى كلّ الأطراف المتسبّبة في الصّراع السّياسيّ، والأزمات المتعدّدة الوجوه، فالسّاسة بصراعاتهم الضّيّقة، والحرص على مصالحهم الخاصّة، والحاشية السّياسيّة المرتبطة بجهاز الحكم الانتهازيّة المتجرّدة من كلّ القيم الوطنيّة، والتّجّار والعسكريّون بتأييدهم للمتصارعين دون وجه حقّ، حفاظًا على مصالحهم الخاصّة المرتبطة بأحد أطراف الصّراع، كلّهم يتآمرون على البلاد والعباد، والشّعب بتخاذله، وعدم إدراكه لحقيقة الصّراع وتبعاته الخطيرة عليه، والطّبقة المثقّفة المفكّرة لغياب بعضها عن المشهد الواقعيّ (نفهم ذلك من خلال فرادة الرّجل الرّابع) لعجزها عن إيصال أفكارها، والإقناع بوجاهة رأيها، وصواب تحليلها للواقع، وعجزها عن أنْ تكون طرفًا فاعلاً في حركة التّاريخ، قادرة على توجيهه نحو تحقيق المصلحة العامّة.
5/ معاقبة الانتهازيّين والخونة الذين يساهمون في تدمير أوطانهم، والتّحذير من الإعجاب بهم أو محاكاتهم والتّماهي معهم.
6/ دعوة أبناء الحاضر إلى أنْ يكونوا متميّزين عن أبناء الماضي، متخلّصين من السّلبيّة والحياد الأجوف، فيدركون حقيقة ما يدور في واقعهم المعاصر، ويفهمون قضاياهم عقليًّا، ويتخلّصون من السّلبيّة في مواجهة الواقع (ومنْ منّا خال من الأيّام؟)، وعدم الانسياق وراء المظاهر الخادعة، مثل الإعجاب بشخصيّة جابر الانتهازيّ، ومحاسبة المتسبّبين في الكوارث الماضية والحاضرة.
6/ بناء وعي اجتماعيّ سياسيّ وفكريّ نقديّ وعقليّ، والتّحريض على اتّخاذ موقف جدّي من الأحداث الماضية والرّاهنة.
7/ التّخلّص من ثقافة الهزيمة، والإحساس بالنّقص، والشّعور بالانكسار والدّونيّة الحضاريّة، والتّسليم بالعجز والفشل، من أجل فتح آفاق واقع عربيّ بديل، يستعيد فيه الإنسان إنسانيّته.
8/ تحرير الفنّ والإنسان.
^    إنّ قارئ مسرحيّة ونّوس يرصد صورًا من الجمال الفنّيّ الرّائعة، وصورًا من المأساة مروّعة".
·        موضوع للتّحليل
"تتجلّى قيمة مسرحيّة "مغامرة رأس المملوك جابر" في قدرة كاتبها على التّعمّق في تحليل الواقع، لتعليم المتقبّل، ودعوته إلى التّحرّر".
حلّل هذا الرّأي، وبيّن مدى صحّته.

Aucun commentaire: